اتصل بنا الرئيسية 
 اتصل بنا الرئيسية 
sp

Skip Navigation Links

مقالات عن البيئة
التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر

أ.د / سامية المرصفاوى
رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ
samiaelmarsafawy797@hotmail.com

التغيرات المناخية .التغير فى المناخ هو تغير محتمل فى المناخ الاجمالى لسطح الكرة الأرضية نتيجة لزيادة الانبعاث الغازى وما يسببه هذا الانبعاث من احتباس حرارى ينتج عنه ارتفاع فى درجة حرارة سطح الكرة الأرضية. والثورة الصناعية هى بداية المشكلة وزيادة عدد السكان بالإضافة إلى التطور التكنولوجى أدوا إلى زيادة الطلب على مصادر الطاقة واستغلالها بغض النظر عن الآثار الجانبية لها. وقد شبه العلماء هذه الظاهرة بأنها كارثة كونية لانها سوف تؤثر على جميع القطاعات سواء بطريق مباشر أو غير مباشر. ورغم إننا لا نساهم بقدر يذكر فى الانبعاث الغازى للغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية مثل الدول الصناعية إلا إننا من الدول التى سوف تتأثر بشدة بهذه الظاهرة خاصة الجزء الشمالى فى مصر حيث تسبب هذه الظاهرة ارتفاع فى مستوى سطح البحر وما ينتج عنه من غرق جزء من الأرض الزراعية الخصبة فى شمال مصر بالإضافة إلى المشاكل الأخرى التى تترتب على هذا الغرق.
التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر.
يعتبر قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التى سوف تتأثر سلبيا بهذه الظاهرة. هذا ومن المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على إنتاجية الأرض الزراعية بداية من التأثير على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية والحيوية ومرورا بانتشار الآفات والحشرات والأمراض وغيرها من المشاكل وانتهاء بالتأثير على المحصول المنتج.
•التأثير المتوقع على الإنتاجية والاستهلاك المائى للمحاصيل الزراعية.
أظهرت النتائج التى أجريت فى وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ التابعة لمعهد بحوث الاراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية أن نتائج التنبؤ بعيد المدى باستخدام نماذج المحاكاة وسيناريوهات تغير المناخ المختلفة أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبيا على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية حيث تسبب نقص شديد فى إنتاجية معظم محاصيل الغذاء الرئيسية فى مصر بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المائى لها. ومن أهم نتائج الدراسات التى أجريت فى هذا الشأن ما يلى:.
1- إنتاجية محصول القمح سوف تقل حوالى 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة 2°م ، وسوف يصل معدل النقص إلى حوالى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 3.5°م. وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية.
2- إنتاجية محصول الشعير سوف تنخفض حوالى 18% (بحلول عام 2050) واستهلاكه المائى سوف ينخفض حوالى 2%.
3- إنتاجية محصول الذرة الشامية سوف تقل حوالى 19% بحلول منتصف هذا القرن (عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 3.5°م) وذلك بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية ، وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
4- محصول الذرة الرفيعة سوف ينخفض حوالى 19% والاستهلاك المائى له سوف يزداد حوالى 8%.
5- إنتاجية محصول الأرز سوف تنخفض حوالى 11% ويزداد استهلاكه المائى حوالى 16%.
6- إنتاجية محصول فول الصويا سوف تتأثر سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى 28% ، واستهلاكه المائى سوف يزداد حوالى 15%.
7- محصول عباد الشمس سوف ينخفض حوالى 27% وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
8- محصول الطماطم من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيتها حوالى 14% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 1.5°م فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى 50% إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 °م.
9- إنتاجية السكر من محصول قصب السكر سوف تنخفض حوالى 25% ،كما أن استهلاكه المائى سوف يزداد 2.5%.
10- سوف تؤثر التغيرات المناخية تأثيرا ايجابيا على إنتاجية محصول القطن، وسوف تزداد إنتاجيته حوالى 17% عند ارتفاع درجة حرارة الجو حوالى 2°م ، وسوف يرتفع معدل الزيادة فى هذا المحصول الى حوالى 31% عند ارتفاع درجة الحرارة 4°م ومن ناحية أخرى سوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 10% مقارنا باستهلاكه المائى تحت الظروف الجوية الحالية.
• التأثير على الأرض الزراعية:.
سوف تسبب التغيرات المناخية ارتفاع مستوى سطح البحر الأمر الذى يترتب عليه غرق جزء من الأرض الزراعية الخصبة فى شمال الدلتا وارتفاع مستوى الماء الارضى لحد كبير فى جزء أخر بالإضافة إلى تمليح جزء ثالث وهذا سوف يؤثر بالسلب على المساحة الكلية للرقعة الزراعية.

• التأثير على صافى عائد المزرعة
أوضحت نتائج الدراسات التى أجريت فى هذا الشأن أن ارتفاع درجة الحرارة 1 °م سوف يؤدى إلى خفض صافى العائد المزرعى حوالى 969 دولار للهكتار ، وان ارتفاع درجة الحرارة 1.5 °م سوف يصاحبه خفض العائد المزرعى حوالى 1453 دولار للهكتار ، فى حين أن معدل النقص سوف يصل إلى 3488 دولار للهكتار إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 3.5 °م.
من ناحية أخرى أوضحت نتائج الدراسات التى أجريت على محصول قصب السكر أن صافى عائد الفدان سوف ينخفض حوالى 44% إذا كان المزارع يمتلك الأرض، فى حين أن معدل النقص فى صافى عائد الفدان سوف يصل إلى 77% إذا كان المزارع يؤجر الأرض.
• كيفية مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية.
تعتبر دراسات الأقلمة من أهم الوسائل لتخفيف الأثر السلبى وزيادة تحسين الأثر الايجابى لهذه الظاهرة.
وقد أجريت العديد من دراسات الأقلمة فى هذا الشأن وكان من نتيجتها إمكانية التغلب أو على الأقل تخفيف حدة النقص فى إنتاجية المحاصيل التى تأثرت سلبيا بهذه الظاهرة. ومن أهم استراتجيات الأقلمة المقترحة فى هذا الشأن ما يلى:
1- استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وهى الظروف التى سوف تكون سائدة تحت ظروف التغيرات المناخية.
2- استنباط أصناف جديدة موسم نموها قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها.
3- تغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة ، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة فى المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولى من وحدة المياه لكل محصول .
4- تقليل مساحة المحاصيل المسرفة فى الاستهلاك المائى لها أو على الأقل عدم زيادة المساحة المقررة لها (مثل الأرز وقصب السكر).
5- زراعة محاصيل بديلة تعطى نفس الغرض ويكون استهلاكها المائى وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر (وفى هذه الاستراتيجية يجب أن نأخذ فى اعتبارنا أن هذا المحصول هو محصول رئيسى فى مصر العليا بالإضافة إلى المصانع والصناعات الثانوية والعمالة القائمة على هذا المحصول).
6- الرى فى المواعيد المناسبة وبكمية المياه المناسبة فى كل رية حفاظا على كل قطرة مياه والتى سوف نكون فى أمس الحاجة إليها تحت ظروف التغيرات المناخية.
هذا وقد أوضحت نتائج دراسات الأقلمة التى أجريت على محصول القمح أن تغيير ميعاد الزراعة تحت ظروف التغيرات المناخية من 1-15 نوفمبر إلى الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر أدى إلى زيادة إنتاجية محصول القمح حوالى 4 %.
كما أن زيادة معدل التسميد النيتروجينى من 50 كجم ن / ف إلى 70 كجم ن / ف ادى إلى زيادة المحصول حوالى 5 %.
وبالنسبة لمحصول الطماطم كما سبق القول فان انتاجيتها سوف تقل حوالى 14 % اذا ارتفعت درجة الحرارة 1.5°م بينما يصل معدل النقص الى حوالى 50 % اذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5°م ولهذا فقد أوضحت نتائج دراسات الأقلمة ما يلى:
1- تحت ظروف ارتفاع درجة الحرارة 1.5°م: يمكن تقليل النقص الحادث فى هذا المحصول حوالى 4 % عند تغيير ميعاد الزراعة من أول مارس الى منتصف مارس ، كما انه يمكن تقليل النقص 5 % اخرى بزيادة كمية مياه الرى 100 مم / موسم الى كمية المياه الاساسية لهذا المحصول.
2- تحت ظروف ارتفاع درجة الحرارة 3.5°م: تغيير ميعاد الزراعة من أول مارس الى 20 فبراير ادى الى تخفيف حدة النقص 34 % ، كما أن زيادة كمية مياه الرى المستعملة 100 مم / موسم ادى الى تخفيف حدة النقص 4 % أخرى.

وهناك العديد من نتائج دراسات الأقلمة التى اجريت على المحاصيل التى تم دراسة حساسيتها تحت ظروف التغيرات المناخية والتى يمكن عن طريقها تخفيف حدة النقص الحادث سواء فى انتاجية المحصول أو صافى عائد المزارع من الفدان أو العائد المحصولى من وحدة المياه.

مما تقدم يمكن القول أن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر وزيادة الاستهلاك المائى لها. ويصاحب انخفاض إنتاجية هذه المحاصيل خفض العائد المزرعى. ودراسات الأقلمة هى الأمل الوحيد لخفض الضرر الناجم عن هذه الظاهرة. هذا ويجب ان يتم تحديث لكل التقييمات التى تجرى فى هذا الشأن على فترات خاصة فى حالة ادخال او استنباط اصناف جديدة حتى تكون النتائج مطابقة للاصناف الموجودة وقتها.

شبكة إتصال التنمية الزراعية والريفية
--
جميع الحقوق محفوظة لشبكة إتصال التنمية الريفية 2019